جروح نازفة
جروح نازفة
باتت الأمة ممزقة، وتكالب عليها الأعداء من كل حدب وصوب، وتناحرت في ما بينها وتنازعت، فصارت الجروح شتى في البلاد، والنزيف يتزايد بين العباد، وهذه بوابة تهتم بملفات المسلمين والبلاد الإسلامية في العالم، التي تنزف الجراح من احتلال المعتدين، أو خلافات المتناحرين، حروب وانقسامات، وتدمير وإرهاب.. كل ذلك في جروح نازفة.
ملخص المقال
عرض لبعض حكام العراق، من الملك فيصل الاول (1921-1933)، الي جلال الطالباني، مرورًا بعبد الكريم قاسم ، وعبد السلام محمد عارف، وصدام حسين
الملك فيصل الأول (1921-1933)
هو فيصل بن الحسين بن علي الشريف الكبير أكبر أشراف مكة وحاكم الحجاز 1916-1924م. بدات علاقاته بالسياسة عندما اعتمد عليه والده الشريف بالتفاوض مع بريطانيا في مؤتمر السلام باريس 1919م. بالإضافة لذلك قاد قوات والده في الثورة العربية الكبرى ضد الامبراطورية العثمانية 1916م.
ونجح بالاتفاق مع السوريون وأعلن نفسه ملكا على سوريا 1918م بالتنسيق مع الحركة العربية الوطنية لكن الفرنسيين ضغطوا عليه للخروج من سوريا بعد فشل المفاوضات.
وفي العراق لاقت الادارة البريطانية اثناء الاحتلال البريطاني للعراق صعوبات جمة في السيطرة على العراق وخصوصا بعد ثورة آب 1920م المباركة والتي اجبرت الحكومة البريطانية لتغيير سياستها بالتحول من استعمار مباشر الى حكومة أدارة وطنية تحت الأنتداب وكان الملك فيصل هو اقوى المرشحين لمنصب ملك العراق من قبل العراقيين وحصل على تاييد و دعم الحركة الوطنية المحلية واخيرا توج ملكا على العراق في يوم 23/8/1921م و بعد استفتاء اجري من قبل الادارة.
وبعد ذلك بدأ الملك فيصل مباحثات طويلة وصعبة مع حكومة بريطانية العظمى انتهت بإعلان الاستقلال 1932 وبذلك أصبح العراق عضو كامل بالأمم المتحدة( عصبة الأمم )
الملك غازي الأول
ولد بمكة المكرمة في 21/آذار /1912م، الأبن الوحيد للملك فيصل الأول بعد ثلاث بنات وقد انتقل لرعاية جده فيما كان والده مشغولا بالحملات والإسفار وهذا ما جعله ينشأ شاب خجول قليل الخبرة بالحياة.
ترك الحجاز إلى الأردن مع ما تبقى من العائلة الهاشمية سنة 1924م بعد إن تم إبعادهم من قبل آل سعود. ووصل بغداد في نفس السنة وسمي وليا للعهد، وتحت فترة حكمه حدث أول انقلاب عسكري ضده بقيادة بكر صدقي 1936م محاولا صدقي إعادة رئيس الوزراء حكمت سليمان للحكم، وقتل في حادث سيارة غامض /1939م.
الملك فيصل الثاني
ولد ببغداد 2/5/1935م، الولد الوحيد للملك غازي والملكة عالية، توج ملكا على العراق في سن الرابعة بعد مقتل والده 1939م، كان معتمد اعتمادا كليا على سمو الأمير عبد الإله خاله الذي عين وليا للعهد ووصيا على العرش.
نشأ شابا خجولا وكان نشيطا جدا بالمجتمع وخلال فترة حكمه دخل العراق جزء من حرب فلسطين 1948م. وأيضا خلال فترة ولايته دخل العراق عضوا في الاتحاد العربي الهاشمي الذي أعلن بين العراق والأردن، قتل في مجزرة قصر الزهور في 14/7/1958م مع باقي أفراد العائلة الهاشمية المالكة في أبشع حادث عرفه تاريخ العراق الحديث والذي ترك لدى أفراد الشعب العراقي ذكرى مأساوية سوداء وبهذا انتهى العهد الملكي الذهبي بانقلاب تموز الأسود وبدا العنف السياسي في تاريخ العراق الحديث.
عبد الكريم قاسم
ولد بالصويرة في 1914م يعتبر أهم قائد من القادة الذين وصل للسلطة عن طريق الانقلاب العسكري وكان أكثرهم شعبية في تاريخ العراق الحديث بين الأوساط الشعبية الفقيرة في العراق كان مواطن منتظم ولم يتأثر بالحياة الارستقراطية واخذ منصب رئيس مجلس الوزراء وواجه قاسم صعوبات كبيرة أثناء فترة حكمه ضد الحركة القومية العربية التي كان يتزعمها جمال عبد الناصر التي كانت منتشرة في الوطن العربي حيث كان يرفض الاتجاه القومي الوحدوي ويحاول جر العراق بسياسة شعوبية إقليمية وأخذ يركز على البناء الداخلي والبدء بتنمية البلد لكن القلاقل السياسية التي بدأت مع بداية الحكم الجمهوري والاعتماد على اليسار العراقي والشيوعيين جلب للعراق المشاكل واستطاع المحافظة على ولاء الجيش الذي سرعان ما تبدل ولائه أثناء الحرب الأهلية في شمال العراق مع الإخوة الأكراد.
قتل عبدالكريم قاسم بعد محاكمة صورية شفهية بعد أن نجح البعثيين والقوميين بقلب نظام الحكم في 8/2/1963م.
عبد السلام محمد عارف
واحد من مجموعة الضباط الذين أطاحوا بالنظام الملكي في 14/7/1958م وهو معروف بميوله القومية وولائه لجمال عبد الناصر وعرف بمعارضته لسياسة عبد الكريم قاسم المعارضة للسياسات القومية الوحدوية والتي كان من أهدافها إقامة دولة عربية كبرى. وصل عارف للسلطة بانقلاب دموي وبدأت فور نجاح الانقلاب سلسلة من الأعمال الثأرية كرد فعل لما جرى أيام قاسم حيث تم تشكيل ما يسمى بالحرس القومي الذي مارس أعمال فوضوية مسلحة ضد الشعب وعلى أثرها تم أبعاد البعثيين من السلطة في نوفمبر 1963م ولم يعرف عارف بسياسة واضحة خلال فترة حكمه حاول في أخر أيامه الانضمام للمشروع الوحدوي بين العراق وسوريا ومصر إلا انه قتل في حادث طائرة مروحية 14/4/1966م.
عبد الرحمن محمد عارف
أحد الضباط الذين شاركوا في انقلاب تموز 1958م تسلم السلطة بعد وفاة أخيه عبد السلام محمد عارف وكان قليل الخبرة ولم تكن خلال فترة حكمه أي سياسة مميزة أو واضحة. وتم إقصاؤه من الحكم على يد البعثيين في 17/7/1968م وتم إبعاده إلى اسطنبول وبقى منفيا هناك حتى عاد لبغداد في أوائل الثمانينات بعد إن إذن له صدام بالعودة وتوفي سنة 2003م ببغداد.
أحمد حسن البكر
ولد في تكريت اكتوبر1924م، ودخل الأكاديمية العسكرية في 1938م بعد أن خدم كمعلم في الابتدائية لمدة ست سنوات وبعدها انظم لصفوف حزب البعث الذي كلفه إخراجه من الجيش عام 1959م، وهو أحد الضباط الذين شاركوا في الانقلاب الأسود في 14/7/1958م.
وكان البكر يخفي خلفه صدام حسين الذي كان يحتل منصب نائب الرئيس والذي كان يدير الأمور الفعلية حقيقة في البلد إلى إن تم إجبار البكر بالتنحي عن السلطة في 16/7/1979م حيث استقال البكر من كل المناصب السياسية والعسكرية والحزبية لصالح صدام حسين وبذلك يدخل العراق لمرحلة سوداء قاتمة من تاريخ العراق جرت البلد لحربين دمرت البلد وأرجعته للوراء.
صدام حسين 1979 – 2003م
في اليوم الثامن من شهر فبراير لعام سنة 1963م قام حزب البعث بانقلاب على نظام عبد الكريم قاسم وقد شهد هذا الانقلاب قتالا شرسا دار في شوارع بغداد، وبعد نجاح هذا الانقلاب تشكلت أول حكومة بعثية، وسرعان ما نشب خلاف بين الجناح المعتدل والجناح المتطرف من حزب البعث فاغتنم عبد السلام عارف هذه الفرصة وأسقط أول حكومة بعثية في تاريخ العراق في 18 نوفمبر سنة 1963م وعين عبد السلام عارف أحمد حسن البكر أحد الضباط البعثيين المعتدلين نائبا لرئيس الجمهورية- في شهر فبراير سنة 1964م أوصى ميشيل فعلق بتعيين صدام حسين عضوا في القيادة القطرية لفرع حزب البعث العراقي.
في شهر سبتمبر سنة 1966م قام حزب البعث العراقي بالتحالف مع ضباط غير بعثيين بانقلاب ناجح أسقط نظام عارف وفي اليوم الثلاثين من شهر يوليو عام 1968م طرد حزب البعث كافة من تعاونوا معه في انقلابه الناجح على عبد السلام عارف وعين أحمد حسن البكر رئيسا لمجلس قيادة الثورة ورئيسا للجمهورية وقائدا عاما للجيش وأصبح صدام حسين نائبا لرئيس مجلس قيادة الثورة ومسئولا عن الأمن الداخلي وفي 15 أكتوبر سنة 1970م تم اغتيال الفريق حردان التكريتي في مدينة الكويت وكان من أبرز أعضاء حزب البعث العراقي وعضوا في مجلس قيادة الثورة ونائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للدفاع.
صدام حسين وحرب إيران
في سنة 1969 ألغى شاه إيران محمد رضا بهلوي من جانب واحد اتفاقية الحدود المبرمة بين إيران والعراق سنة 1937م وطالب بأن يكون خط منتصف النهر هو الحد ما بين البلدين، وفي عام 1971 احتلت البحرية الإيرانية الجزر الإماراتية طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وقطعت العراق علاقاتها بإيران في ديسمبر 1971م، وفي 1972م بدأ الصدام العسكري بين إيران والعراق وازدادت الأشتباكات على الحدود وزاد نشاط الحركات الكردية المسلحة في الشمال، بعد وساطات عربية وقعت العراق وإيران اتفاق الجزائر سنة 1975 واعتبر على أساسه منتصف النهر في شط العرب هو خط الحدود بين إيران والعراق، تضمن الاتفاق كذلك وقف دعم إيران للحركات الكردية المسلحة في شمال العراق.
في شهر أكتوبر لعام 1978م طردت الحكومة البعثية الخميني من العراق، وقامت في شهر فبراير عام 1979م الثورة الخمينية في إيران، وفي شهر يونيو عام 1979م أصبح صدام حسين رئيسا للجمهورية العراقية بعد إعفاء البكر من جميع مناصبه وفرض الإقامة الجبرية عليه في منزله.
بعد قيام الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979م تأزمت العلاقات السياسية بين العراق وإيران. حيث تبادل البلدان سحب السفراء في مارس 1980 وخفض مستوى التمثيل الدبلوماسي، وفي 4 سبتمبر 1980م اتهمت العراق الإيرانيين بقصف البلدات الحدودية العراقية واعتبر العراق ذلك بداية للحرب فقام الرئيس العراقي صدام حسين بالغاء اتفاقية عام 1975 مع إيران في 17 سبتمبر 1980 واعتبار مياه شط العرب كاملة جزءاً من المياه الإقليمية العراقية، وفي 22 سبتمبر 1980 هاجم العراق اهدافا في العمق الإيراني، وردت إيران بقصف أهداف عسكرية واقتصادية عراقية.
في الأيام الأولى من الحرب كان هناك قتال شديد على الأرض حول الموانئ الإستراتيجية وبدأ العراق هجوما على الأراضي الإيرانية وإحراز تقدم كبير، حتى بدأت القوات الإيرانية بإعادة تنظيم صفوفها حتى مايو 1982م إذ تمكنت القوات الإيرانية من استرجاع أغلب الأراضية التي أحتلتها القوات العراقية ووصلت إلى الحدود الإيرانية العراقية وأصبحت إيران تبحث عن طريقة لإنهاء الحرب.
مع اقتراب نهاية الحرب بدأ الخمول يظهر على أداء الجيشين العراقي والإيراني نتيجة للاستنزاف الطويل للذخيرة الحربية والقوة البشرية للجيشين، فبدأت مرحلة سوداء في تاريخ الحرب وهي قصف المدن بصورة عشوائية عن طريق صواريخ سكود أو أرض-أرض طويلة المدى حيث راح ضحيتها الكثير من المدنيين.
وبدأت القوات الجوية العراقية بضربات إستراتيجية للمدن الإيرانية، واستهدفت الضربات طهران بشكل أساسي مع بداية سنة 1985، فقامت إيران بقصف العاصمة بغداد بصواريخ سكود البعيدة المدى. ورد العراق بالمثل بقصف طهران.
ووصل الأمر إلى حد استهداف العراق الطائرات المدنية ومحطات القطار وتدمير ثلاثة وأربعين مدرسة في عام 1986 فقط أدى لمقتل مئات التلاميذ وبالمثل إيران كحادثة "مدرسة بلاط الشهداء" التي راح ضحيتها الكثير من التلاميذ العراقيين، وقامت الدولتين باستعمال الأسلحة الكيمياوية في الحرب والعراق بشكل أكثر إلى أن أتت إدانة الأمم المتحدة لاستعمال الأسلحة الكيماوية وذلك سنة 1983، ولم تتمتع الحكومة الإيرانية بدعم دولي على عكس العراق الذي كان يتمتع بإسناد ذو قاعدة عريضة، كل هذه العوامل مجتمعة أدت لموافقة إيران على هدنة اقترحتها الأمم المتحدة والتي وصفها الخميني "كأس السم" حسب تعبيره في 8 أغسطس 1988، حيث كانت إيران ترفض أي قرار من مجلس الأمن ما لم يعترف بأن العراق هو البادئ بالاعتداء وإقرار التعويضات اللازمة لإيران والتي قد تصل إلى 200 مليار دولار.
انتهت الحرب عام 1988م بخسائر مادية وبشرية فادحة للطرفين ولعل مجموع القتلى وصل إلى مليون قتيل من الطرفين بالإضافة إلى الأسرى والجرحى من الجانبين، الخسائر الاقتصادية لكلا البلدين تقدر بمئات المليارات، البلدان الذان كانا قويين ومتوسعين، تحولا إلى دمار.
وأصبح العراق مدينا بتكاليف الحرب. وهذا ما شكل احراجا كبيرا لصدام الذي كان يريد تطوير قوته العسكرية. وواجه صدام الذي اقترض من الدول العربية أيضا مبالغ ضخمة من الأموال أثناء الثمانينات لقتال إيران مشكلة إعادة بناء البنية التحتية العراقية، حاول الحصول مرة أخرى على الدعم المالي، هذه المرة لأجل إعمار ما دمرته الحرب.
وفي أثناء حرب العراق مع إيران قمع صدام حسين الأكراد وذكرت تقارير عن استخدام الغازات السامة والكيماوية وقنابل النابالم الحارقة في قمعه للأكراد العراقيين.
حرب الكويت
صرح الرئيس العراقي صدام حسين أن الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت 8 سنوات كانت بمثابة دفاع عن البوابة الشرقية للوطن العربي حسب تعبيره وأن على الكويت والسعودية التفاوض على الديون أو إلغاء جميع ديونها على العراق، ويُقدر صندوق النقد الدولي حجم الديون العراقية للكويت بستين مليار دولار. وتعدت مطالبه إلى طلبه من دول الخليج 10 مليارات دولار كمنحة للعراق وطلب تأجير جزيرتي وربة وبوبيان الكويتيتين. ولم تثمر الجهود الدبلوماسية في تخفيف حدة التوتر.
في آخر يوليو من عام 1990م عُقد اجتماع في مدينة جدة بين وفد كويتي يرأسه الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح، ولي العهد الكويتي، ووفد عراقي برئاسة عزة الدوري. ونتج عن هذا الاجتماع الموافقة على تقديم الكويت منحة 9 مليارات دولار وتبرع الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود بعشرة مليارات دولار بشرط أن يتم ترسيم الحدود بين الكويت والعراق دولياً قبل دفع أي مبلغ. وقد جاء طلب الكويت هذا إثر قيام العراق بترسيم الحدود وعقد المعاهدات والتسويات مع كل من المملكة العربية السعودية والأردن وأجل عقد معاهدات مماثلة مع الكويت كي يتم استخدام هذه القضايا كوسيلة ضغط على الأخيرة.
إحدى نتائج الحرب العراقية الإيرانية كان تدمير موانئ العراق على الخليج العربي مما شل حركة التصدير العراقي للنفط من هذه الموانئ، وكانت القيادة العراقية تأخذ في حساباتها المستقبلية احتمالية نشوب الصراع مع إيران مرة أخرى، ولكنها كانت تحتاج إلى مساحة أكبر من السواحل المطلة على الخليج العربي، فكانت الكويت أحسن فرصة لتحقيق هذا التفوق الإستراتيجي. وهناك آراء تؤمن بأن الغزو العراقي للكويت كان مؤامرة أمريكية-صهيونية نفذها صدام حسين ليتم تأمين والسيطرة على منابع النفط في الخليج. وفي 25 يونيو 1990 إلتقى صدام حسين مع السفيرة الأمريكية أبريل غلاسبي والتي قالت أن أمريكا "ليس لها رأي بشأن صراع عربي-عربي"، وهو الأمر الذي اعتبره صدام ضوء أخضر لاحتلال الكويت.
في 2 أغسطس من عام 1990 تقدمت فرق الحرس الجمهوري مخترقة الحدود الدولية باتجاه مدينة الكويت وتوغلت المدرعات والدبابات العراقية في العمق الكويتي وقامت بالسيطرة على المراكز الرئيسية في شتى أنحاء البلاد ومن ضمنها العاصمة. كما قام الجيش العراقي بالسيطرة على الإذاعة والتلفزيون الكويتي وتم اعتقال الآلاف من المدنيين الكويتيين بالإضافة إلى أعداد كبيرة من الأجانب الذين كانوا موجودين في الكويت في ذلك الوقت والذين تم استعمالهم كرهائن لاحقا.
بعد ساعات من الاجتياح العراقي للكويت طالبت الكويت والولايات المتحدة بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن وتم تمرير قرار مجلس الأمن الدولي رقم 660 والتي شجبت فيها الاجتياح وطالبت بانسحاب العراق من الكويت.
في 3 أغسطس عقدت الجامعة العربية اجتماعا طارئاً وقامت بنفس الإجراء، وفي 6 أغسطس أصدر مجلس الأمن قرارا بفرض عقوبات اقتصادية على العراق.
بعد اجتياح الكويت بدأت السعودية تبدي مخاوفها عن احتمالية حدوث اجتياح لأراضيها، وهذه الاحتمالية لعبت دورا كبيرا في تسارع الإجراءات والتحالفات لحماية حقول النفط السعودية التي إن سيطر العراق عليها كانت ستؤدي إلى عواقب لم يكن في مقدرة الغرب تحملها.
في مطلع فجر 16 يناير من سنة 1991، شنت طائرات قوات التحالف (عاصفة الصحراء) حملة جوية مكثفة وواسعة النطاق شملت العراق كله من الشمال إلى الجنوب حيث قامت بقرابة 109867 غارة جوية خلال 43 يوم بمعدل 2555 غارة يومياً. أستخدم خلالها 60624 طن من القنابل، الأمر الذي أدى إلى تدمير الكثير من البنى التحتية.
ونتيجة لعدم التكافؤ في القوات، بدأ الجيش العراقي بالانسحاب من الكويت في 26 فبراير سنة 1991 بعد أن أشعل النار في حقول النفط الكويتية وتشكل خط طويل من الدبابات والمدرعات وناقلات الجنود على طول المعبر الحدودي الرئيسي بين العراق والكويت، وقصفت قوات التحالف القطعات العسكرية المنسحبة من الكويت إلى العراق مما أدى إلى تدمير مايزيد عن 1500 عربة عسكرية عراقية، وبالرغم من ضخامة عدد الآليات المدمرة إلا أن عدد الجنود العراقيين الذين قتلوا على هذا الطريق لم يزد عن 200 قتيل لأن معظمهم تركوا عرباتهم العسكرية ولاذوا بالفرار. سُمي هذا الطريق فيما بعد بطريق الموت أو ممر الموت.
وفي اليوم التالي، أي 27 فبراير، أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب عن تحرير الكويت بعد 100 ساعة من الحملة البرية، فقال: "الكويت أصبحت محررة، وأن الجيش العراقي قد هزم".
إلا إن الحرب استمرت مع حصار جائر على العراق وكان مخول للحلفاء بقصف أى اهداف عراقية تضر بطيران منطقة الحظر فى الجنوب والشمال, وبعد عدت ضربات منها مباني الاستخبارات عام 1993م وثعلب الصحراء عام 1998م تم مهاجمة العراق بالحرب الفاصلة بتاريخ 19 / 3 / 2003م بعد وقف نشاطات بعثات التفتيش الدولي وتحجج الولايات المتحدة بأن النظام العراقي لم يساهم بشكل فعال فى تدمير أسلحة الدمار الشامل, وبعد هجوم كاسح من جنوب البلاد استمر لمدة 3 أسابيع سقطت العاصمة وتم احتلال بغداد بعد حرب غير متكافئة وهرب النظام إلى جهة غير معلومة, إلا أنه تم القبض على أغلبية اعضائه وأهمهم صدام حسين الذى تم القبض عليه بشهر ديسمبر من نفس العام وبذلك انتهى عهد النظام البعثي ثم تم إعدامه بعد ذلك.
نفذ حكم الإعدام بالرئيس العراقي صدام حسين فجر يوم الأحد الموافق 31 ديسمبر 2006م في بغداد، الموافق العاشر من ذي الحجة المصادف لأول أيام عيد الأضحى. وقد تم اعدامه في مقر الشعبة الخامسة في منطقة الكاظمية وهي إحدى الشعب التي كانت تجري فيها عمليات الاعدام بحق المعارضين السياسيين زمن حكمه.
غازي مشعل عجلي الياور (1/5/2004 - 1/3/2005)
استلم الحكم بعد الإعلان عن الحكومة الانتقالية حيث أصبح السيد غازي مشعل عجيل الياور رئيس للجمهورية على أن يتم عمل الانتخابات بعد 7 شهور, ينتمي الرئيس غازي إلى أسرة الياور المعروفة في العراق والتي تسكن الموصل وكان جده أشهرهم بتاريخ العراق الحديث الشيخ أحمد عجيل الياور الذي ساند ثورة الصواف بالموصل ضد الرئيس عبد الكريم قاسم والتي تمت بها مجازر الشيوعين وانتهت بهروبه الى سوريا وعاد بعد انقلاب 1963م , تنتمي اسرة الياور إلى اسرة الجربا احدي اكبر مشايخ قبيلة شمر العريقة وتعود أسرة الجربا بالنسب إلى الأشراف من نسل قتادة حيث هاجروا من مكه قبل 700 عام واستوطنوا بحايل وجبل شمر بشمال شبه الجزيرة العربية فترة قبل ان ينتقلوا الى الموصل قبل 200 عام , والسيد غازي عجيل الياور ترك العراق بعد فترة احتلال الكويت وذهب الى السعودية ومن ثم الى الولايات المتحدة لاكمال دراسته هناك حيث تخرج مهندس مدني وعاد للعمل في السعودية , وعند اسقاط النظام البائد اصبح عضوا بمجلس الحكم ومن ثم اختيرا رئيسا له في الرئاسة الاخيره بدلاً عن الشهيد عز الدين سليم الذي اغتيل بحادث انفجار ومن ثم تم ترشيحه من قبل أعضاء مجلس الحكم ليكون رئيس الجمهورية العراقية بالفترة الانتقالية.
جلال الطالباني (1/3/2005 ...)
خريج كلية الحقوق وأول رئيس كردي للعراق منذ تأسيسه قبل أكثر من ثمانين عاما، وقد انتخبته الجمعية الوطنية العراقية بعد أن أصبح الأكراد القوة الثانية في الجمعية الوطنية (البرلمان) إثر الانتخابات العامة الأخيرة.
يترأس الطالباني حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وكان ترشيح التحالف الكردستاني له لرئاسة العراق قد جرى في إطار صفقة طالب الأكراد فيها بإقرار الفدرالية ودمج كركوك بإقليم كردستان وجملة مطالب أخرى.
ويدعو الطالباني دول الجوار إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق، وأكد على توفر أدلة كثيرة تثبت التدخل، وطالبها بالكف عن إسناد العمليات الإرهابية في العراق، وكان يعرف عن الطالباني علاقاته مع بعض دول جوار العراق وأبرزها إيران وسوريا وكذلك تركيا.
انشق الطالباني في عام 1975عن الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي كان يتزعمه مؤسسه مصطفى البارزاني ليؤسس حزبه الحالي، وسيطر تدريجيا مع حزبه على مدينة السليمانية شمالي شرقي العراق، وخاض صراعات عديدة مع حليفه الراهن مسعود البارزاني للسيطرة على المنطقة الكردية، لكنهما اليوم يتقاسمان السلطة برغم أن كلا منهما يسيطر على مناطق نفوذه التقليدية.
التعليقات
إرسال تعليقك